تأسست العديد من المؤسسات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بهدف الحفاظ على تاريخ المملكة الثقافي والثراثي. تعمل هذه المؤسسات على جمع وحفظ المخطوطات النادرة، وتنظيم المعارض الثقافية والفنية، فضلاً عن دعم مشاريع الترميم للمواقع التاريخية. كما أنها تسهم في توثيق الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية للأجيال القادمة. تشارك هذه المؤسسات في إحياء الفنون التقليدية وتعليمها، مما يساعد على نقل التراث الوطني للأجيال المستقبلية بشكل مبتكر وجذاب.
على سبيل المثال، تقدم قسم الثقافة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى تعزيز التراث الوطني. تشمل هذه الأنشطة المجموعات الأدبية والمسرحية، ودروس الفولكلور، وفعاليات المكتبات التي تعزز القراءة والثقافة. وهي تساهم أيضا في دعم الفنون والحرف اليدوية، التي تعكس الإبداع التقليدي، بالإضافة إلى المبادرات العلمية التي تساهم في نشر المعرفة والحفاظ على التراث الثقافي للمملكة. تساهم هذه الفعاليات في إحياء وتطوير الثقافة السعودية، وتستقطب المهتمين من مختلف الأعمار والاهتمامات.
تقدم هذه المجموعات مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الإبداع وصقل المواهب. على سبيل المثال، يشارك أعضاء نوادي المسرح في مسابقات الكتابة الإبداعية ويقدمون عروضًا جماعية ممتعة تعكس قدراتهم الفنية. توفر نوادٍ أخرى منصات للسعوديين لاكتشاف وتطوير قدراتهم الإبداعية في مختلف المجالات. علاوة على ذلك، تحرص وزارة الثقافة على تنظيم معارض وندوات وقراءات أدبية بانتظام في مكاتبها الإقليمية وفي مقرها الرئيسي بالرياض. تدعم الوزارة أيضًا مشاركة السعوديين في الفعاليات الفنية والثقافية على الساحة الدولية، بما في ذلك مسابقات الشعر والمقالات، وفنون الخط، والمعارض الفنية. تسهم هذه المبادرات في إبراز الحضور الثقافي المتميز للمملكة عالميا، وتعكس تنوع وإبداع التراث السعودي.
تأسست الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1972، لتكون منبرا يدعم الفنانين السعوديين ويعزز إبداعاتهم. تسعى الجمعية إلى منح المواهب الواعدة فرصا ذهبية لتطوير أعمالهم الفنية وعرضها للجمهور. بالإضافة إلى ذلك، قامت الجمعية بإنشاء مكتبة ومركز معلومات في الرياض، الذي هو أول مركز ثقافي من نوعه في المملكة، مما يساهم في توفير الموارد الثقافية وتعزيز الحركة الفنية والثقافية على نطاق واسع.
مكتبة الملك فهد في الرياض من أبرز المؤسسات الثقافية في المملكة، إذ تحتضن إحدى أكبر المجموعات العالمية للمخطوطات النادرة في الأدب العربي والإسلامي. كما تتميز بدورها البارز كمركز بحثي رائد يثري الحركة العلمية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط. تحتل مؤسسة الملك فيصل مكانة ريادية بين المؤسسات الثقافية، حيث تمنح سنويًا جوائز الملك فيصل العالمية، ومن بينها جائزة مرموقة مخصصة لتكريم الإبداع والإنجازات البارزة في مجال الأدب العربي، مما يعكس دورها البارز في دعم الثقافة العربية والإسلامية معا. نال العديد من الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية تقديرا عالميا بحصدهم جوائز دولية مرموقة، مثل جائزة نوبل، مما يبرز المكانة الرائدة لهذه المؤسسة ودورها المحوري في دعم الثقافة والعلوم على الصعيد الدولي.
تأسست إدارة المتاحف والآثار عام 1974 التي لعبت دورا محوريا في حفظ التراث الثقافي للمملكة. اليوم، تضم كل من مناطق المملكة الثلاث عشرة متحفا رئيسيا، بالإضافة إلى العديد من المتاحف الصغيرة المملوكة للقطاع الخاص التي تنتشر في جميع أنحاء المملكة، مما يعكس الاهتمام الكبير بالحفاظ على التاريخ وتعزيز الثقافة المحلية.
المتحف الوطني السعودي أكبر المتاحف في المملكة العربية السعودية، وقد افتتح عام 1999 تخليدا لمرور مائة عام على استعادة الملك عبد العزيز لحصن المصمك، الذي كان نقطة الانطلاق لتأسيس المملكة الحديثة. إضافة إلى ذلك، تحتضن المملكة متاحف خاصة تعكس تنوع تراثها، مثل متحف التراث الإنساني في جدة، الذي يروي حكايات غنية عن تاريخ المنطقة وثقافتها.